تفسير آيات الأحكام من سورة النور
تفسير قوله تعالى: الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ
...............................................................................
من الأحكام في هذه السورة قول الله تعالى: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
فيكون المعنى إن الزاني لا يُمكنه من الزنا إلا المشركة التي لا دين لها يردعها، أو الزانية التي تتهاون بالعقوبة، وتتهاون بحق الله تعالى. فلا ينكح؛ يعني لا يجامع رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
فإن كان على هذا فمعناه أنه لا يقع في الزنا إلا من هو مستبيح له، أو متهاون به، أو من هو مشرك، وقد يكون زناه بمسلمة، وقد يكون زناه بمشركة، وقد يكون زناه بزانية. زناه بالمسلمة إذا قهرها وغصبها وألجأها، حتى تمكنه من الفعل بها؛ فيقال: هذا الزاني ممن يوصف بأنه يتهاون بهذه الفاحشة التي عظم الله تعالى شأنها بقوله تعالى: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
فإن في الزنا عقوبة أخروية عقوبة شديدة وإن فيها وعيدا شديدا وتأديبا لمن يأتي بهذا الذنب؛ فلأجل ذلك .. أن الزاني هو الذي يتهاون بأمر الله تعالى ... الزانية التي تبذل نفسها ... أما الذين قالوا: إن الحكم على عمومه فخصوا إذا كان مستحلا له أن الزاني المستحل للزنا -عليه لا يجوز أن يزوج بمسلمة عفيفة، فلا يتزوج إلا بمن هو مثلها، ممن .. بالزنا ولا أحد -..، امرأة عفيفة التي تعترف أو تقر بأن الزنا حرام، فلا شك أن من هو على هذه الطريقة - إنما يقبله من هو مثله من هو متساهل بهذا الذنب الكبير، أو من هو مشرك، فمعناه: لا يستحل الزنا إلا الزناة المستحلون له، المتهاونون به أو المشركون، ولا يستحل الزنا من النساء إلا من هي متهاونة فيه، متساهلة في عقوبته، متساهلة في حكمه، وفي حده، وفي عقوبته في الدار الآخرة، أو من هي مشركة .
وذهب بعضهم إلى أنها لا حتى ولو كانا مسلمين، إذا كانت المرأة مسلمة ولكنها مصرة على الزنا، تبذل نفسها أو تسكت.. إلى فعل من يزني بها فلا يجوز للمسلم أن يتزوجها، وإنما يتزوجها الزاني الذي هو مثلها، مصر على الزنا، أو يتزوجها مشرك.
وعلى هذا فكيف يتزوجها المشرك، أو كيف أن المشركة يتزوجها مسلم، يتزوج يعني: كيف أن الزانية المسلمة يتزوجها مشرك، أو أن المسلمة تتزوج مشركا، مع أنها من المسلمين، يعني: معنى ذلك أن هذه الزانية مصرة على الزنا، يحل أن نزوجها مشركا؛ وهو أيضا زانٍ مصر على الزنا يحل أن يتزوج امرأة مشركة، وقد علم بأن هذا لا يجوز في الإسلام قال الله تعالى: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وكذلك قال تعالى: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
فعلى هذا قال بعضهم: إن هذه الآية منسوخة يعني قوله أو مشرك : رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وأما الأصل الباقي هو أن الحكم لا... أنه لا يجوز تزويج المشركين، بل ولا تزويجهم الفسقة الذين يعرفون بالفاحشة والزنا، فكأنه نهي وتحريم، أي: لا تزوجوا من عرف بالتساهل في أمر الزنا، إذا كان عندك ابنة فلا تزوجها إنسانا يعرف بأنه يتساهل في أمر الزنا، فيفعل الفواحش يفعل فاحشة الزنا، أو اللواط، أو مقدمات ذلك؛ بل عليك أن تلتمس العفيف، الذي يصون نفسه، ويصون أهله، وكذلك أيضا إذا كنت مثلا عفيفا فالتمس لنفسك عفيفة، إذا عرف أن أهل هذا البيت ممن يتساهلون في أمر الفاحشة، ذكورا أو إناثا فلا تقدم عليهم ولا تخطب منهم، التمس أهل العفاف، وأهل التستر، وأهل الصيانة لأنفسهم، ولأهليهم.
فكأن المعنى: لا تنكحوا الزانية فنكاحها كنكاح المشركات، ولا تُنحكوا الزواني أي: الزناة فإن إنكاحهم وتزويجهم كتزويج المشركين، رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
ثم إذا قدر أن إنسانا زوجته وهو عفيف، ثم فسد فصار يزني، يتعاطى هذه الفاحشة، وعرفت امرأته ذلك؛ إما أنه يأتي إليها بالنساء، وإما عرفت أنه يذهب إلى النساء في بيوتهن، أو يفعل الفاحشة لواطا وعرف ذلك منه، فلا يحق للمرأة أن تبقى معه؛ بل لها أن تطلب الطلاق، وسيجعل الله لها فرجا ومخرجا، فلا يجوز لها أن تبقى تحت هذا الفاجر؛ الذي عرف بفجوره، وعرف بفحشه؛ وذلك مخافة عليها، وإن كانت تأمن على نفسها.
كثير من الفسقة الذين وقعوا في هذه الفاحشة لم يقتصروا على أنفسهم، بل ..يجر إلى امرأته، -والعياذ بالله- إذا كانت له شلته الفاسدة يأتي بهم إلى بيته، ثم قد يُكره امرأته على أن تأتي إليهم سافرة وأن تخدمهم، وتصب لهم الشاي كأنهم محارم لها، حتى يتعرفوا عليها؛ ربما إذا تعرفوا عليها، يتحينون غيبته، ثم يأتي إليها أحدهم، -والعياذ بالله- ويفعل معها هذه الفاحشة؛ فيكون الزوج هو الذي تسبب، وربما أيضا لا يكون عنده غيرة، بأنه أنه يعلم أن امرأته تفجر ويقرها على فجورها؛ فيكون من الديوثين، الذي ورد في الحديث أنهم لا يدخلون الجنة، الديوث هو: الذي يقر الخنا في أهله.
وكذلك يشتكي أيضا كثير من الرجال، يذكرون أنهم يلاحظون على نسائهم فعل شيء، أو مكالمات تدل على عدم العفاف؛ وسبب ذلك، أو الغالب عليه الاتصالات الهاتفية والمعاكسات، فإن المرأة قد ترفع السماعة فيكلمها أحد العابثين، فإذا تعرف عليها أعطاها رقمه، ثم أخذا يتبادلان المكالمات، وزوجها غافل، وكذلك أيضا قد يكون الزوج مسافرا، وتطول غيبته، وامرأته ليست من المتعففات، فمع كثرة المكالمات، ومع كثرة الخروج، ومع كثرة المواجهات، يحصل منها التساهل، إلى أن تقع في فعل شيء من الفواحش -والعياذ بالله- فيكون السبب تساهل الزوج.
مسألة>